Ende der sechziger Jahre stellte ich meine Bilder Prof. Khalid Al-Jadir vor.
„Du sollest Maler werden“, sagte er nach eingehender Betrachtung.
Ich war enttäuscht, glaubte ich doch, dass ich schon längst Maler wäre. Schon während meiner Schulzeit hatte ich an Wettbewerben und Ausstellungen teilgenommen und auch Preise gewonnen.
Malen gehörte einfach zu meinem Leben. Die Worte des Professors waren mir dennoch zusätzliche Motivation. Mein Studium vermittelte mir gründliches Wissen über die arabische- islamische Kunst und die Strömungen der europäischen Malerei, die sicher meinen Malstil prägten.
Die Bedingungen nach dem Studium waren denkbar schlecht. Obwohl ich ein Mensch war, der Konfrontationen verabscheute, wollte ich mich den politischen Ereignissen meines Landes nicht entziehen. Als Intellektueller hatte ich eine Verantwortung.
Anfang der siebziger Jahre musste ich mich vier Jahre lang verstecken, schließlich kam ich am Ende derselben Dekade für mehrere Monate ins Gefängnis, wo ich brutal misshandelt und gefoltert wurde.
Sowohl in Kurdistan als auch in Bagdad malte ich, es gab genug Motive. ich sah sie vor meinen Augen, auch wenn ich in einem kleinen, dunklen Zimmer lebte.
In meinem Heimatdorf ( Buhriz ) in der Provinz Diyala lebten die Menschen friedlich, egal welcher Religionsrichtung sie angehörten, egal ob Araber oder Kurden. Sie arbeiteten auf Orangen- und Dattelplantagen. Sie saßen zusammen und erzählten spannende Begebenheiten aus alten Zeiten und halfen sich in der Not.
In den abendlichen Gesprächen erweckten sie mein Interesse an Geschichte. In meinem Leben und auch in meinen künstlerischen Äußerungen bin ich stets um Harmonie bemüht.
Im Jahr 2000 habe ich mein Land verlassen müssen. Meine künstlerische Heimat.
Neue Motive, gewachsen aus Beobachtung, alte Motive, die Traditionelles bewahren- wieder ein Berufsanfang. Habe ich auf längere Zeit dafür genug Kraft?
Munir Alubaidi
حين عرضت رسوماتي في نهاية الستينات على الفنان الدكتور الراحل خالد الجادر في المرسم الحر لكلية الآداب قال:
ـ من الممكن أن تكون رساما.
سبب هذا لي نوعا من الإحباط لأول وهلة على الأقل، فلطالما اعتقدت إنني رسامٌ فعلا، ذلك أنني في فترة دراستي في الابتدائية و المتوسطة و الثانوية شاركت في العديد من المعارض و المنافسات الفنية و نلت العديد من الجوائز التقديرية.
لم يكن الرسم جزءا من حياتي، بل كان حياتي كلها.فمنذ الطفولة و سواء على الطمي الطري الذي يتخلف من فيضانات نهر ديالى أو على التراب أو على الورق و الجدران كنت ارسم دائما.كانت أقصى نشوة لصغير قبل عمر المدرسة أن أرسم لوحة كبيرة بالألوان المائية على جريدة ( هكذا شاء معلم الرسم) حين اصطحبني أخي الكبير لكي ارسم هناك، مع ذلك شكلت كلمات الجادر، رغم وقعها الأول، دافعا إضافيا للمزيد من التعلم.
و فرت لي دراستي للتاريخ في كلية الآداب و السنوات التي قضيتها مع الجادر بإمكانياته الاستثنائية قاعدةً معرفية عن الفن العربي ـ الإسلامي و مدارس الفن الأوربية.
لم تكن فترة ما بعد التخرج ملائمة لمواصلة الرسم فقد زرت المعرض الذي أقامه الجادر أواخر سنة 1970 أو أوائل 1971 على قاعة المتحف الوطني للفن الحديث (كولبنكيان) متخفيا.
فعلى الرغم من كوني أنسانا لا يميل إلى الصدام و المواجهات رأيت في حينها أن أدافع عن الأفكار التي آمنت بها و كانت النتيجة سنوات من الاختفاء في ظروف بالغة القسوة، ثم فيما بعد اعتقال و تعذيب وحشي.
و سواء بين جبال كردستان أو في بغداد أو قريتي بهرز، قبالة الآفاق الرحبة أو في غرفة ضيقة معتمة كنت اجد المواضيع المتألقة حاضرة امام ناظري.
في قريتي حيث ولدت وترعرعت كان الجميع تقريبا يعيشون على الدخل المتأتي من بساتين البرتقال المستظل بالنخيل، السواقي الرقراقة و النهر العظيم المتدفق ديالى، الطبيعة و الناس كانت مواضيعي المفضلة و ركوني الى الهدوء و المصالحة مع نفسي و مع العالم المحيط.
بعد صعوبات اجد نفسي لاجئا في بلد أوربي، لكن الفردوس الذي عشته يوما اختفى أيضا، فقد جفت السواقي و ماتت أشجار البرتقال و بات النخيل وحيدا مريضا محني الظهر. اختفت الفراشات التي طالما زينت الحقول و اليراعات التي زينت ليالينا، لم نعد نرى طيور (الشقراق) و ( ابو الخضير) و بلبل الهزار و الحبارى و التدرج و القطا.... و اختفت أو ندرت نباتات (الشفلح) و (الكلغان) و الخباز و الرغل و شوك العفص،.. الأشياء التي كانت رفيقتنا حين نقصد الأراضي العذراء جنوبيّ القرية.
حين كتبت موضوعة " أي بلد هذا الذي ليس فيه نخيل؟" كنت قد افتقدت النخيل في البلد الأوربي و لكنني لم اكن اعرف انني استشرف مصير بلدي.
لكن ما يخفف وقع الأحداث هو أن يبقى الفن، كتابة و رسما قادرا على استعادة المفقودات مضيفا إليها ربما الق الشعور بالخسارة، ألألق المصاحب للشعور بأن هذا الشيء الذي أمامك لن يبقى للأبد و أن عليك استكناه الجمال بكل الطاقة التي تتوفر عليها ثم تخليد اللحظة التي ادركنا الآن انها لن تدوم.
منير العبيدي